منتديات الأندية التربوية المغربية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.anadi.co.cc


    كيف نحبب الحياة الى شبابنا؟

    جواد محمد
    جواد محمد
    Admin


    المساهمات : 27
    تاريخ التسجيل : 12/07/2009
    العمر : 42
    الموقع : القصر الكبير

    كيف نحبب الحياة الى شبابنا؟ Empty كيف نحبب الحياة الى شبابنا؟

    مُساهمة  جواد محمد الإثنين يوليو 13, 2009 8:32 am

    الإرهاب ثمرة الكراهية، كراهية الحياة، كراهية الحضارة والعصر، كراهية المجتمع والدولة، كراهية الاحياء.

    هؤلاء الشباب الذين تحولوا الى أدوات فتك وقنابل بشرية، هم ابناء ثقافة الكراهية ، هم نتاج ثقافة متزمتة وإيدلوجية متعصبة لاتقيم وزناً للحياة ومباهجها وزينتها والتي هي عطية الخالق عز وجل. ومهما تحدث المنظرون عن العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية التي تدفع هؤلاء لتفجير انفسهم، الا انها في النهاية ترجع الى عامل رئيسي واحد هو ثقافة الكراهية .

    هؤلاء الشباب الذين هم في عمر الزهور، الذين انقلبوا على مجتمعاتهم ناقمين كارهين مفجرين، هم ابناؤنا الارهابيون، تربوا في احضاننا، ورضعوا من ثقافتنا، وتعلموا في مدارسنا وتفقهوا في رحاب منابرنا الدينية وفتاوى مشايخنا وعلمائنا، فما الذي جعلهم يفضلون الموت على الحياة؟! لاجواب عندي سوى أننا أخفقنا في تحبيبهم في الحياة، علمناهم ان يموتوا في سبيل الله ولم نعلمهم ان يحبوا ويعمروا وينتجوا ويسعدوا مجتمعاتهم في سبيل الله.علمناهم ان الوطنية منازلة امريكا ومقاومة الاستعمار ولم نعلمهم ان الوطنية حب وولاء وانتماء للوطن، هؤلاء ضحايا ثقافة الكراهية ولذلك فهم من مسؤولياتنا الدينية والاخلاقية والوطنية ولايعفينا ان نرد انهم فئة ضالة أو منحرفة .انها مسؤولية مناهجنا التي لم تحصنهم ومنابرنا الدينية التي لم تقو مناعتهم أمام فيروسات الكراهية. نتساءل ويتساءل كثيرون: لماذا معظم الإرهابيين مسلمون؟! ولماذا يرهب هؤلاء مجتمعاتهم والعالم باسم الاسلام؟! وننسى أن ينابيع ثقافة الكراهية المسمومة لازالت تسقي شجرة التعصب والتحامل كما قال راشد المبارك في فلسفة الكراهية، كيف لايتطرف هذا المخلوق البائس المسمى بالإنسان العربي والمسلم وهو محاط بمناخ عام من الغلو والتشدد ومكبل بسلسلة من قيود القمع والمنع وحلقات من مفاهيم التخويف والترهيب من عذابات لاتكاد تنتهي تلاحق هذا المخلوق من مولده حتي مماته بدءا بعذاب القبر وتحذيرات مشددة من مكائد الاعداء المتربصين بالاسلام والمسلمين وقائمة طويلة من المحرمات التي جعلت هذه الحياة الرحبة والتي هي نعمة الخالق سجنا كئيبا يود المرء ان يفر منه الى الجنة وحورها وكأن كل هذا غير كاف حتى نعمد الي شرطة دينية تلاحق الناس وتقيد حرياتهم وتتجسس عليهم وتتدخل في خصوصياتهم فكيف لاتشيع مظاهر التوتر والقلق في النفوس؟! اسلامنا مع اشاعة البهجة ومظاهر السرور وإسعاد الانسان ورسولنا رحمة مهداة وما خير الا اختار الأيسر والأوفق للناس وقرآننا مع رفع الحرج والضيق والعنت ويقول (وقولوا للناس حسنى)، (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) فما بال بعض الفقهاء- فقهاء الكراهية والهم - يريدونها كآبة وبؤسا؟! تدخل للاستماع للموعظة الحسنة لخطيب الجمعة تجد خطيباً غاضبا على الدنيا ناقماً على الحضارة يبث سموم الكراهية والبغضاء فتخرج متوتراً حانقاً!! تجهد دولنا من اجل تعميق ثقافة الحوار والتسامح ونبذ الكراهية بين اتباع الاديان وتعقد مؤتمرات لأجل حوار الاديان وآخرها كان مؤتمر لدوحة الخامس لحوار الاديان وأفرز انشاء مركز دائم للحوار بلدوحة فإذا بخطيب جمعة غاضب يهاجم المؤتمر ويكيل الاتهام للمؤتمرين وتنقل الاذاعة الرسمية خطبته!! لقد قال غازي القصيبي في أمسية شعرية هلا فبراير 2004: منذ سقوط الحضارة العباسية لم تعرف الامة مواسم فرح حقيقية، وتساءل عبدالمنعم سعيد: متى يكون العرب بشراً سعداء؟ ويقول فريدون هويدا: العرب اكثر الشعوب تعاسة وكآبة ويعلق صلاح منتصر على تصريح أحد الاطباء أن 80% من المصريين يعانون الاكتئاب بأن ذلك يصدق علي معظم المسلمين، وعند الدكتور البغدادي ان بني يعرب أمة الكآبة بامتياز لدرجة انها تتعوذ من الشيطان اذا ساد الجو الاجتماعي موجة من الضحك خوفا من ان ينقلب الى حزن!! ومن سخائفهم ان الواحد منهم لايعيش حياة الفرحة الا في الاماكن المغلقة لأن الضحك في المكان العام مزرٍ بالمروءة!!

    ولاحظ بغدادي الخوف عند طلبته من الضحك فسألهم فيم تفكرون بشكل شبه دائم؟ فقالوا: الآخرة. وسألوه: ألا تخاف الله يادكتور؟ قال: لا أخاف الله لكن اخاف عذابه وأرجو رحمته وكيف اخاف ممن وصف نفسه بالرحمة. قالوا: لكنه شديد العقاب فقال: للظالمين. ويرجع بغدادي السبب في قتل الفرح الى نشر مفاهيم التخويف وإشغال الناس بالحلال والحرام والفكر التعصبي، ويفسر انطلاق الروح العربية حين يصبح الواحد منا في الخارج بأنه هناك يتم كسر القيود الخانقة.

    شباب العالم ينشغل بالموسيقى والفنون والاستمتاع بمباهج الحياة وهم يبدعون ويكتشفون ويساهمون في صنع القوة والحضارة لمجتمعاتهم، وشبابنا إما نشغله بالخلافات الفقهية حول النقاب واللحية وطول الثوب وتحية النصارى أو نشغله بخلافات الكبار السياسية والايدلوجية أو ندفعه للذهاب للعراق وأفغانستان لينتحر!! اطلق متطرفون النار على حفل مدرسي بزعم انه يفسد الاخلاق وقتلوا احد قياديي فتح في غزة. وفجر متطرفون عشرات المتاجر الموسيقية في باكستان ولفت مدير مدرسة سعودية بماليزيا نظر معلم لأنه استمع للنشيد الوطني ملحناً!! وفي الكويت في العام الماضي قام ملتح بإضرام النار في مسرح المعهد العالي للفنون. هذه بعض تجليات ثقافة الكراهية والتي تجيب عن: لماذا يستمر الارهاب؟!.

    الكراهية ثقافة حجز ومحصلة تصورنا للعالم عدوا متربصا ساهمت فيها روافد عديدة منها الخطاب الديني المسكون بالهواجس التآمرية والخطاب التعليمي الذي خرج شبابا يعانون غربة عن العصر وكم هائل من ادبيات الاخوان والقوميين على امتداد نصف قرن روجت لكراهية الآخر ونظرية التآمر.

    نحن بحاجة الى ثقافة تعيد الاعتبار للحياة ولقيمة الانسان، تحبب الشباب في الفنون والاداب، هناك كتب تحببنا في الحياة وتنمي قيم التسامح وتضئ العقل.

    بقلم : لبـــنى فحفوحي


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 9:18 am